اراء و معتقدات

ما لا تعرفه عن “زكي بدر” وزير الداخلية الأسبق – شهادة حق.. قصة حقيقية بقلم: أ/ علاء عقيل – صور

 قصة حقيقية كتبها لكم : أ/ علاء عقيل (ضابط مباحث و مكافحة مخدرات سابق)

اللواء زكي بدر (28 فبراير 1926 – 2 أبريل 1997) هو رابع وزير داخلية في عصر مبارك بعد اللواء النبوي إسماعيل، ثم اللواء حسن أبو باشا، ثم اللواء أحمد رشدي ويمكن اعتبارة أعنف وزير داخلية شهدته مصر، تسلم عمله في أول مارس عام 1986.

شهادة حق

للإبلاغ عن فيديو لا يعمل.. اضغط هنا للعودة اكتب فى جوجل: موقع Hayeil

حينما تولى زكي بدر العمل كوزيرا للداخلية بمارس ١٩٨٦ كان أول ما فعله هو تعيين كوادر أمينة حوله ليسوا من النجوم او المشاهير أو ذوي الوسايط وبدأ في فحص كل القيادات من الأعلى للأسفل حتى كانت حركة ترقيات وتنقلات شهر اغسطس من نفس العام

وكانت قرارات زكي بدر الحازمة الحاسمة باحالة البعض للمعاش والاخرين للاستيداع وفصل آخرين بعد وجود شبهات فساد عليهم وأشهد الله أنني حينما قرأت حركة الترقيات والتنقلات بالجرائد والتي تعمد نشرها بالتفصيل صفقت له وانا اردد والله ميزان دهب والله ميزان دهب

للإبلاغ عن فيديو لا يعمل.. اضغط هنا للعودة اكتب فى جوجل: موقع Hayeil

تعجبت بشدة لأن كل ما جاء بالحركة يدل على شيء واحد كأن زكي بدر عمل مع كل ضابط بمكان عمله وعاشره وقيمه بايجابياته وسلبياته بميزان من ذهب حتى التنقلات والاستبعاد من الاماكن الهامة كان متناسبا جدا مع ضعف المسؤل او فساده فهذا شريف لكن محدود القدرات ومدعوم بالواسطة

فيتم نقله لمكان اقل اهمية يتناسب وقدراته وهذا فاسد محترف للفساد فيكون القراربفصله وهذا تحوم حوله الشبهات فيتم استبعاده من الاماكن المهمة استشعرت ان العدالة مطلقة كنت اعمل بالمخدرات حينها وتم نقل العديد من قيادات ادارة البحث وتولية مدير ورئيس للمباحث من المشهود لهم بالنزاهة والكفاءه

ولكن تم نقل كوادر محببة للمدير والرئيس من مباحث الجيزة وهنا قام مدير المباحث ورئيس المباحث بمحاولة التوسط والمطالبة بابقاء المنقولين وهنا كان قرار زكي بدر الحاسم الحازم اصدار ملحق لحركة التنقلات ونقل مدير المباحث ورئيس المباحث خارج الجيزة بسبب توسطهم لمن يرى زكي بدر

انهم لا يستحقون البقاء باماكنهم 

اسلوب الوزير لم يكن يرضي الكثيرين بحينه ولكنه كان من القوة بمكان حيث فرض سطوته وقوته على الجميع احسن ترتيب البيت من الداخل ليبدا عصر يسوده الأمن والأمان 

كان من اقواله في الاجتماعات التي كان يعقدها دوريا مع الضباط

ضابط يثبت انه مش شريف ومد ايده على حاجة مش من حقه مستغلا وظيفته يقولوالي انقله الصعيد 

يعني هو اللي في القاهرة حرام يتسرقوا واللي في الصعيد سرقتهم حلال ولا الفاسد بيتوب قراري واضح ضابط فاسد ثبت فساده يتفصل مينفعش اسيبه متسلط على رقاب العباد 

كان الضابط الشريف بعهده آمن مطمئن

والضابط الفاسد يستقيل قبل ان يتم فصله او يبتعد عن اي انحراف خوفا من قسوة زكي بدر في الحق 

كان زكي بدر حريص على هيبته كـ رب اسرة حريص على اسرته والسيطرة عليها وحمايتها فيظهر قسوة مبالغ فيها ليكون عنصر ردع لمن يريد الخروج عن النص .

لي اكثر من واقعة شخصية مع زكي بدر

اذكر احداها

كان والدي حين كان يعمل رئيسا لزكي بدر وكانت علاقته به قوية للغاية وحين حصلت على فرقة تدريبية للمخدرات وكنت الاول عليها وكان تكريمي من زكي بدر بحفل تخرج الفرقة واثناء تسليمه المكافأة وشهادة التقدير قال لي مبروك يا علاء سلم على ابوك

بعد هذا التكريم بفترة قصيرة

تقابل والدي مع زكي بدر الذي قابله بترحاب شديد جعل والدي يطمع في الاستفادة من العلاقة الموجودة 

فطلب من زكي بدر نقلي لمكان افضل من موقعي وهنا اجابه زكي بدر انت عارفني انا مليش في الواسطة وابنك ماشي كويس وناجح في شغله في المخدرات وسمعته كويسة سيبه يشق طريقه

ابتسم ابي ولم يلح واقتنع بما قاله الوزير وقص لي بعدها ما حدث قائلا طول عمره مش بيحب الواسطة ومدح فيه كثيرا فداعبت والدي قائلا طالما انت حبيب الوزير اتدلع انا على حسك واذا بوالدي ينهرني بقوة أوعى تفتكر كدة والله لو غلطت ما هيرحمك 

ده معندوش الكلام ده

لم يكن زكي بدر ملاكا وكانت له أخطاء لكنها ليست فسادا او انحرافا قد تكون قسوة مفرطة وقد تكون تجاوز احيانا في الالفاظ لكنه مات رحمة الله عليه وزوجته السيدة المحترمة تقيم في شقتهم القديمة بحوار المطافي بالقرب من ميدان صلاح الدين زكي بدر وعائلته هو الوحيد ممن قبله وممن بعده

ليس له فيلا بالساحل الشمالي او احد المجمعات السكنية الراقية وحتى تاريخه لم تظهر علامات الثراء على ورثته 

إنها شهادة حق لرجل تعرض كثيرا للظلم ولم يثنه ذلك عن التمسك بالحق

رحم الله زكي بدر ورحم كل شريف أخلص في مهنته لصالح هذه البلد الغالية علينا جميعا

شاهد أحدث المسلسلات والأفلام- من هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى