تفاصيل جديدة تكشفها أسرة الأب الذي قتل أبناءه و انتحر تحت عجلات القطار في نبروه

– استيقظت مدينة نبروه في محافظة الدقهلية شمال مصر على فاجعة إنسانية. في بيت صغير، تحولت ضحكات ثلاثة أطفال إلى صرخات مكتومة، انتهت بصمت أبدي، بعدما طالتهم يد أقرب الناس إليهم. إذ أقدم أب على قتل أطفاله الثلاثة وطعن زوجته الثانية بـ16 طعنة في واقعة صادمة.

وأوضحت التحقيقات الأولية أن الأب، عصام عبدالفتاح، أنهى حياة أطفاله مريم (12 عامًا)، ومعاذ (7 أعوام)، ومحمد (4 أعوام) خنقًا وطعنًا. ثم أقدم على طعن زوجته نجوى بـ16 طعنة متفرقة، ليتم نقلها إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة لتلقي العلاج.

بعد ارتكابه الجريمة، كتب الأب منشورًا على حسابه بموقع “فيسبوك” ينعى فيه أبناءه. ثم توجه إلى محطة القطار وألقى بنفسه أسفل عجلات أحد القطارات، ليلقى مصرعه في الحال.

وشيع الآلاف من أبناء القرية جنازة الأطفال الثلاثة ووالدهم. تعالت الأحاديث والتساؤلات: لماذا قتل الأب أبناءه رغم حبه الشديد لهم؟

تزوج عصام من السيدة نجوى الزيادي بعد وفاة زوجته الأولى متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، ليجد من يرعى أطفاله الصغار. بعد سنوات من الزواج، ظهرت الخلافات بينهما بسبب طبيعة عمل الزوج كسائق شاحنات نقل ثقيل، حيث كان يسافر لفترات طويلة قد تمتد لأسابيع.

الزوجة، التي اعتادت نشر مقاطع فيديو على “تيك توك” تظهر فيها مع الأطفال وتصف مدى حبها لهم ولزوجها، قررت في النهاية المطالبة بالطلاق. بعد ذلك، تزايدت الخلافات بشكل مستمر.

وفي تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، قال إبراهيم الجندي، نجل الزوجة من زواج سابق، إن والدته كانت تعامل الأطفال الثلاثة معاملة حسنة وتربطها بهم علاقة قوية جدًا. لكنها طالبت بالطلاق أكثر من مرة بسبب سفر الزوج المتكرر، مؤجلة القرار خوفًا على حياة الأطفال بعد تهديد الزوج الصريح بقتلهم إذا تم الانفصال. وأضاف أن خلافًا قويًا وقع بينهما في رمضان الماضي، لكنه عاد وطلب منها الرجوع فوافقت.

وأكد محمد عاطف، نجل عم الزوجة، في تصريح خاص لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، أن نجوى كانت تعامل أبناء زوجها بحب كبير، وخاصة الطفل الصغير محمد (4 سنوات). كانت تقول دائمًا إنها والدته الحقيقية لأنها رافقته منذ ولادته.

وعن تفاصيل الواقعة، أوضح أن الزوجة أخبرته برغبتها في الطلاق والابتعاد. فهاجمها عصام بسكين، مسددًا لها 16 طعنة بأنحاء جسدها، قبل أن يفر إلى المنزل حيث كان الأطفال الثلاثة، ليقتلهم جميعًا.

واستغاثت الزوجة المصابة بالجيران الذين نقلوها إلى المستشفى. بعد دقائق، تبين وفاة الأطفال الثلاثة. وبادر الأب بالاتصال بجدة أولاده لأمهم ليبلغها بمقتل أحفادها الثلاثة، وانتشرت المكالمة عبر منصات التواصل.

وفقًا للتقارير الطبية، خضعت الزوجة لأكثر من 120 غرزة جراحية، وما زالت ترقد تحت الملاحظة الطبية في مستشفى الطوارئ بالمنصورة.